القرآن الكريم كامل المصحف الذكي (جديد) , المصحف النصي
كان هناك مجموعة من الشباب يعيشون في إحدى المدن، وكان حاكم هذه المدينة رجلا ظالما وكافرا اسمه دقیانوس .. فقد كان يأمر الناس بعبادة الأصنام وبأن يذبحوا ويقدموا القرابين لتلك الأصنام . وكان إذا رأى أحدا يعبد الله جل وعلا ولا يعبد الأصنام يعذبه عذابا شديدا لدرجة أنه كان إذا رأی رجلا مؤمنا، كان يضعه في السجن ويُطلق عليه أسداً جائعاً ليأكله.
وفي يوم من الأيام خرج أهل هذه المدينة إلى عيد من عيادهم، فخرج هؤلاء الفتية معهم، ونظروا إلى قومهم وهم يسجدون ويذبحون للأصنام، فألقى الله نور الإيمان في قلوب هؤلاء الشباب، وكانوا من سادة القوم، فتركوا قومهم في هذا العيد واعتزلوهم. فذهب أول واحد منهم وجلس بعيدا تحت ظل شجرة ثم أتي إليه الثاني فالثالث .. إلى أن اجتمع السبعة. وكان كل واحد منهم يكتم إيمانه خوفا من أصحابه حتى لا يخبر أحدهم هذا الملك الظالم فيجعله طعاما الأسد، وفجأة قام واحد منهم وقال: تعلمون والله ما أخرجكم من قومکم الى هذا المكان إلا شيء في صدوركم ، فتعالوا نتصارح فيما بيننا.
فقال الثاني والله لأشعر أن قومنا علی الباطل .. فكيف نعبد أصناما لا تنفع ولا تضر مع أن الذي يستحق أن نعبده ونوحده هو الله خالق السماوات والأرض وما بينهما.
فقال كل واحد منهم: وأنا أوافقك على هذا الرأي. فتصارحوا وأعلنوا إيمانهم فيما بينهم وصاروا يدا واحدة وأصبحوا إخوانا متحابين في الله جل وعلا. واتخذوا لأنفسهم معبدا يعبدون الله فيه بعيدا عن قومهم، ولكن بعد فترة يسيرة عرف قومهم أنهم آمنوا بالله جل وعلا فأخبروا هذا الملك الظالم.
فلما علم الملك بإيمان هؤلاء الشباب أرسل إليهم فجاءوا إليه وهم يخشون أن يفعل بهم كما فعل من سبقهم للإيمان بأن جعلهم طعاما للأسود. ولكن الله ثبتهم وربط على قلوبهم فقالوا كلمة الحق أمام هذه الظالم ودعوه إلى الله چل وعلا ولهذا أخبر تعالی عنهم بقوله جل وعلا : (وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلا إذا شططا)الكهف14، أي : باطلا وكذا وبهتانا.
(هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة) الكهف15، أي: هؤلاء أهل بلدنا عبدوا الأصنام تقليدا من غير حجة،(لولا يأتون عليهم بسلطان بين) الكهف15، أي: هلا يأتون على عبادتهم لها ببرهان ظاهر، كأنهم قالوا : إنهم لا يستطيعون أن يأتوا بحجة ظاهرة على عبادتهم للأصنام فهم إذا كذبة على الله، (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) الكهف15، أي: لا أحد أظلم ممن كذب على الله بنسبه الشريك إليه تعالی.
فغضب عليهم الملك ، وأمر بنزع لباس الزينة عنهم الذي کان عليم من زينة قومهم ، وهددهم إن لم يعودوا إلى دين قومهم ، ثم أجلهم لينظروا في أمرهم لعلهم يرجعون وتوصلوا بهذا التأجيل إلى الهرب والفرار بدينهم من الفتنة.
فكر أولئك الفتية المؤمنون في الخطوة التالية فوجدوها في العزلة ، فقرروا أعتزال قومهم. إنهم مؤمنون ، وقومهم کافرون ، ولا مجال لأن يعيشوا معهم.
خرجوا من المدينة إلى الجبال ، وقرروا أن يأووا إلى کهف في جبل، وطلبوا من الله أن ينشر عليهم في الكهف من رحمته، واستجاب الله لهم ، فكانت رحمة الله عليهم في الكهف ، حيث يسر الله لهم الأمر ، وسخر لهم الآيات. فأمر الشمس أن لا تمس أجسادهم ، حتى لا تؤذیها ... كانت عند الصباح تميل عن أجسادهم فلا تقع عليها، وكانت عند الغروب تميل عنها كذلك فلا تأتيها، وكانوا في فجوة وسط الكهف.
ومن آيات الله عليهم في الكهف: أن عيونهم كانت مفتوحة، فكان الناظر إليهم يحسبهم أيقاظا ينظرون إليه، مع أنهم نائمون. وحتى لا تأكل الأرض أجسادهم ، كان الله يقلبهم مرة على اليمين، ومرة على الشمال. معهم كلبهم الذي صحبهم ، حيث باب الكهف ، وبسط ذراعيه ، ونام يعتدى أحد عليهم وكان معهم كلبهم الذي صحبهم، حيث جلس على عتبة باب الكهف، وبسط ذراعيه ونام مثل نومتهم.وحتى لا يعتدي أحد عليهم وهم رقود ، قذف الله في قلب من ينظر إليهم الرعب ، بحيث لو اطلع عليهم، لولى منهم فرارا ، ولملیء منهم رعباً.
وناموا نومتهم الطويلة ، حيث بقوا على هذه الصورة ثلاثمائة وتسع سنوات!
وبعد هذا الزمان الطويل بعثهم الله من نومهم فقاموا من نومهم وهم يشعرون بتعب شديد في أجسادهم وأخذوا يتساءلون فيما بينهم عن المدة التي أقاموها في الغار.( قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم) الكهف 19. أي : قال أحدهم : کم مكثنا في هذا الكهف ؟ فقالوا : مكثنا فيه يوما أو بعض يوم .. قال المفسرون : إنهم دخلوا في الكهف صباحا وبعثهم الله في آخر النهار فلما أستيقظوا ظنوا أن الشمس قد غربت فقالوا : ليثنا يوما ، ثم رأوها لم تغرب فقالوا أو بعض يوم ، وما دروا أنهم ناموا ثلاثمائة وتسع سنين، قال بعضهم: الله أعلم بمدة إقامتنا ولا طائل وراء البحث عنها فخذوا بما هو أهم وأنفع لكم ، فنحن الآن جياع (فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة) الكهف 19، أي : فارسلوا واحدا منكم إلى المدينة بهذه النقود الفضية ( فلينظر أيها أزکی طعاما فليأتكم برزق منه) الكهف 19، أي : فليختر لنا أحل وأطيب الطعام فلیشتر لنا منه، (ولیتلطف ولا يشعرن بكم أحدا) الكهف 19، أي: وليتلطف في دخول المدينة لشراء الطعام حتى لا يشعر بأمرنا أحد، (وإنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم) أي : إن يظفروا يقتلوكم بالحجارة أو يردوكم إلى دينهم الباطل (ولن تفلحوا إذا أبدا) الكهف20. أي : وإن عدتم إلى دينهم ووافقتموهم على كفرهم ، فلن تفوزوا بخير أبدا ، وهكذا يتناجی الفتية فيما بينهم خائفين حذرين أن يظهر عليهم الملك الجبار فيقتلهم أو يردهم إلى عبادة الأوثان فيوصون صاحبهم بالتلطف بالدخول و أخذ الحيطة والحذر، وذهب أحدهم ليحضر لهم الطعام الطيب ومعه الدراهم الفضية التي نقش عليها صورة الملك الظالم، فلما نزل المدينة ، تعجب فقد رأى أن شوارع المدينة قد تغيرت وأن البيوت قد تبدلت وأن الناس غير الناس ولم يعرف ما السبب في ذلك ؟ وبعد جهد كبير وصل هذا الشاب إلى المطعم وطلب من البائع طعاما ، فنظر إليه البائع متعجبا لمنظره. فلما جهز له الطعام وطلب منه ثمن الطعام ، أعطاه الشاب تلك النقود الفضية التي كان عليها صورة دقیانوس، فتعجب البائع ، وقال له: من أين لك هذه النقود، قال الشاب : إنه المال الذي نتعامل به..وهذه صورة دقیانوس، فقال البائع: هل أنت مجنون..إن دقیانوس قد مات منذ أكثر من ثلاثمائة سنة. فتعجب الشاب وهو يسمع هذا الكلام وأحسس بأن الدماء قد تجمدت في عروقه ، فتجمع الناس حول هذا الشاب وأخذوه إلى ملكهم ، فسأله عن شأنه فأخبره بأمره وهو متحير في حاله وما هو فيه فقام ملك البلد وأهلها .. حتى انتهى بهم إلى الكهف فقال لهم : دعوني أتقدمكم في الدخول لأعلم أصحابي، فدخل.
فيقال: إنهم لا يدرون كيف ذهب فيه، وأخفى الله عليهم خبرهم ، ويقال : بل دخلوا عليهم ورأوهم ، وسلم عليهم الملك واعتنقهم وكان مسلما فيما قيل ، ففرحوا به وآنسوه بالكلام ، ثم ودعوه وسلموا عليه ، وعدو الی مضاجعهم وتوفاهم الله عز و جل. فاختلفو فيهم. وتنازعوا بينهم أمرهم، ماذا يفعلون بهم ؟ فمنهم من قال ابنوا عليم بنيانا ربهم أعلم بهم. ولكن الحاکمين فيهم قرروا أن يبنوا عليهم مسجدا. وهكذا كان ، حيث تم بناء المسجد عليهم ! وبذلك طويت صفحة من صفحات الإيمان والاخلاص والزهد في الدنيا.
المراجع:(المصري، محمود. قصص القرآن للأطفال مكتبة الصفا،2010، الطبعة الأولى)
لا تنسى مشاركة الصفحة ومن صالح دعائكم
قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- كان لنبي الله إبراهيم - عليه السلام - ولدان ( إسماعيل وإسحاق ) ، جاء من نسل وذرية إسماعيل رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وتزوج نبي ...
قصة النبي صالح -عليه السلام – كانت قبيله ثمود تسكن في منطقة تسمى " الحجر "، وكانت هذه المنطقة تقع بين المدينة المنورة التي أنارت ببعثة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسل ...
نبي الله أيوب -عليه السلام – من أنبياء بني إسرائيل ، من ذرية نبي الله إبراهيم - عليه السلام - ، وكان يسكن في بلاد حوران في الشام، وكان رجلا كثير المال والأولاد ، وكان يمل ...
قصة زكريا ويحيى- عليهما السلام – دخل نبي الله زکریا - عليه السلام- على مريم وهي تتعبد الله في المحراب ، وكان كلما دخل عليها وجد عندها رزقا وخيرا كثيرا ، فكان يجد عندها ...
قصة موسى وهارون - عليهما السلام – لما دخل يعقوب - عليه السلام - مصرهو وأولاده وأحفاده ، وأقاموا بها وأصبحوا يتحكمون في غالب ثروات البلاد ، وكان يعقوب - عليه السلام - قد ...
قصص الانبياء للاطفال . قصة سيدنا نوح للاطفال مصورة كرتون فيديو كاملة قصة سيدنا إدريس -عليه السلام- اسمه و نسبه وهو إدريس ابن برت بن شيث بن آدم هو إدريس بن يارد ...