شاركـ أصدقائك

قصص القرآن للأطفال | قصة السامري و العجل | موقع فولدرات

الرئيسية / قرية الصغار / قصص / قصص القرآن للأطفال / قصص القرآن للأطفال | قصة السامري و العجل

القرآن الكريم كامل المصحف الذكي (جديد) , المصحف النصي

قصص القران للأطفال قصة السامري والعجل

قصة السامري والعجل

بمجرد خروج موسى إلى ميقات ربه قد وقعت فتنة السامري، وتفصيل هذه الفتنة أن بنی إسرائيل لما خرجوا من مصر أخذوا معهم حلي الفراعنة وذهبهم، فقد كانت نساء بنی اسرائیل قد استعارت هذا الذهب للتزين به ، فلما أرادوا الخروج، حملوه معهم فلما كتب الله لهم النجاة من بطش فرعون وتعذیبه، سألوا علماءهم عن حكم هذا الذهب الذي أخذوه من الفراعنة بغير حق فأمرهم العلماء بالتخلص من الذهب، فاستجابت النساء..وألقوا بهذا الذهب والحلي وقذفوا بها لأنها حرام.

كيف صنع السامري العجل

أخذ السامري الذهب، وكان أحد علمائهم، و قام بصنع تمثالا منها على شكل عجل. وكان السامري عنده مهارة عجيبة في النحت فصنع عجلا مجوفا من الداخل وأخذه ووضعه في اتجاه الريح فإذا دخل الهواء من الفتحة الخلفية وخرج من الأنف أحدث صوتا يشبه صوت خوار العجول الحقيقية. ويقال : إن السر في هذا الخوار أن السامري كان قد رأى جبریل ( عليه السلام ) عندما نزل إلى الأرض وكان راكبا فرساً، وذلك في معجزة شق البحر ، فأخذ قبضة من التراب الذي سار عليه الفرس وخلطها بالذهب الذي صنع منه العجل الذهبي فلما صنعه خار العجل كالعجول الحقيقية. وخرج السامري على بني إسرائيل ليريهم هذا العجل الذهبي - فسألوه : ما هذا الذي صنعته یا سامري ؟ قال : هذا إلهكم وإله موسی.

قصص القران للأطفال قصة السامري و العجل

سبب اللقاء

قالوا: كيف يكون هذا إلهة وقد ذهب موسى لميقات إلهه؟! قال السامري: لقد نسي موسی .... ذهب للقاء ربه هناك ، بينما ربه هنا. وهبت موجة من الرياح فدخلت من دبر العجل الذهبي وخرجت من فمه فخار العجل، وصاح بنو إسرائيل مهللين كالأطفال، وعبد بنو إسرائيل هذا العجل.

وفي يوم من الأيام خرج هارون ( عليه السلام ) على بني إسرائيل فوجدهم يعبدون العجل الذهبي فغضب غضبا شديدا ، وأخذ ينهاهم عن هذا المنكر الأكبر ويحذرهم ويهددهم ويذكرهم بالله ( جل وعلا )، ولكن القوم انقسموا إلى فريقين : فمنهم القلة المؤمنة الصابرة الذين ثبتوا على الحق وعلموا أنه ليس هناك من يستحق العبادة إلا الله ( جل وعلا )، ولكن أكثر الناس عبدت العجل الذهبي من دون الله (جل وعلا).

وظل هارون ( عليه السلام ) ينصح لهم ويقول لهم: (يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري)طه90. هذا ليس ربكم ولا رب موسی.. فربکم هو الرحمن الرحیم.

ولكن القوم لم يستجيبوا لهارون ( عليه السلام ). فأخذ هارون يذكرهم بما أكرمهم الله به من إنقاذهم من بطش فرعون وإنقاذهم من البحر وإغراق فرعون أمام أعينهم لكنهم رفضوا كل ذلك وقالوا كلمتهم الأخيرة. ( قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسی) طه91. وكان من الممكن أن يقوم هارون بتحطيم العجل الذهبي لكنه خشي أن تثور فتنة كبيرة بين القوم ، فآثر هارون أن ينتظر حتى يرجع موسی ( علیه السلام )، فهو قادر بقوته وشخصيته القوية أن يقف أمام هؤلاء القوم ويمنعهم من هذا الشرك الذي وقعوا فيه دون أن يكون هناك فتنة أو أي إراقة للدماء، ووقف القوم يرقصون حول العجل الذهبي .. وإذا موسی ( علیه السلام ) يرجع وهو في قمة الغضب والحزن، فسمع صياح القوم وهم يرقصون حول العجل، وما إن رأوه حتى توقفوا جميعا ودب الرعب في قلوبهم وساد صمت عجیب فصرخ فيهم موسى قائلا : (بئسما خلفتمونی من بعدي (150) ) الآعراف.

غضب سيدنا موسى عليه السلام

في تلك اللحظة من الغضب العارم الذي انتاب موسی ( علیه السلام )، إذا به يلقي الألواح غضبا على قومه الذين أشركوا بالله ( جل وعلا)، ثم اتجه موسی نحو هارون وهو في قمة الغضب لله (سبحانه وتعالى )، وأمسك هارون من شعر رأسه وشعر لحيته وجذبه بشدة قائلا له: (یا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا (92) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( 93 ))طه.

۔كأنه يريد أن يقول : حتى أنت يا هارون !! ... کیف عصيت أمري ؟ .. كيف تسكت على هذه الفتنة الكبيرة ؟ .. كيف تركتهم يعبدون العجل ولم تنکر عليهم أو تخرج وتتركهم ؟ وإذا بهارون يتحدث إلى أخيه موسى ويرجو منه أن يترك رأسه ولحيته وهو يذكره بأنهما أبناء أم واحدة ، ليكون ذلك أدعى لاستحضار كل مشاعر الرحمة والحنان. وهنا أدرك موسى أنه قد تعجل في حكمه على أخيه هارون وأنه نسي في غضبه أن هارون نبی کریم لا يمكن أن يرضى بوقوع القوم في الشرك وأنه قد انكر عليهم لكنه لم يستطع وحده أن يوقف هذا الطوفان من الشرك .. فترك موسی رأس أخيه ولحيته واستغفر الله لنفسه ولأخيه.

قصة السامري مع جبريل

وهنا علم موسی ( علیه السلام ) أنه لا بد أن يقضي على الفتنة من جذورها، ولذلك توجه إلى السامري الذي صنع لهم العجل الذهبي ليعبدوه وهو في قمة الغضب ( قال فما خطبك يا سامري( 95 ))طه. ما حملك على ما صنعت؟

قال السامري بکل عجب و غرور:( بصرت بما لم يبصروا به (96 )) طه. وهذه هي لغة أهل الكبر..

(فقبضت قبضة من أثر الرسول ( 96)) طه ... فزعم أنه رأى جبریل ( عليه السلام ) وهو راكب فرسا فلا تضع قدمها على شيء إلا دبت فيه الحياة.. وأنه قبض حفنة من التراب الذي سار عليه جبريل وألقاها على الذهب (فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي (96)) طه.

عقاب السامري

هكذا يعترف السامري أن نفسه الأمارة بالسوء التي سولت له أن يصنع هذا العجل الذهبي حتى يوقع الناس في الشرك بالله ( جل وعلا ). ولذلك لم يناقشة نبي الله موسی ( علیه السلام ) في هذا الكلام ؛ لأنه كلام لا يستحق الرد عليه وانما أخبره بثمرة هذا العمل الخبيث و بحكم الله في هذه الجريمة (قال فادهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا (97)) طه.

وفي هذا الحديث بيان للكيفية التي نسف بها موسی العجل ، فقد أمر ببرده بالمبارد ، کی يری بنو إسرائيل تفاهة العجل الذي عبدوه ، وتحول العجل إلى مسحوق دقيق كان يُذرى في النهر الذي كانوا بجانبه ، ومن عجيب الله أن كل الذين عيدوا العجل اصفرت وجوههم عندما شربوا من ماء النهر، وأصبحت بلون الذهب.

الطريق إلى بيت المقدس

في يوم من الأيام جاء الأمر من الله ( جل وعلا ) إلى موسی ( علیه السلام ) أن يأمر بني إسرائيل أن يجاهدوا في سبيل الله ويدخلوا بیت المقدس ليحرروه، فأخذ موسی ( علیه السلام ) يفكر كيف يجعل بني إسرائيل يخرجون للجهاد في سبيل الله وهم الذين عاشوا على الذل سنوات طويلة.

فما كان منه إلا أنه أخذ يذكرهم أولا بنعم الله عليهم حتى يستحيوا أن يردوا أمر الله ( جل وعلا ) . قال تعالى مخبرا عن هذا المشهد المهيب : ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وأتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) المائدة 20. أي : کلما قبض نبي قام فيكم نبي من لدن أبیکم إبراهيم إلى من بعده حتى عیسی علیه السلام الذي هو خاتم أنبياء بني إسرائيل ، ثم أوحى الله إلى أتم الأنبياء من الرسل كافة: محمد بن عبد الله –صلى الله عليه وسلم-.

وقوله تعالى : (وجعلكم ملوکا) قال ابن عباس: كان الرجل من بني إسرائيل إذا كان له الزوجة والخادم والدار سمی ملكا. (و آتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين) يعني: عالمي زمانكم ، فإنهم كانوا أشرف الناس في زمانهم من اليونان والقبط وسائر أصناف بنی آدم، ثم بدأ موسی ( علیه السلام ) يأمرهم بالتكليف، فطلب منهم أن يدخلوا الأرض المقدسة - وهي فلسطين - وأخبرهم أن الله سينصرهم على أعدائهم الكافرين الذين فيها ، وما عليهم هم إلا أن يقاتلوا في سبيل الله.

ولكنهم رفضوا تنفيذ أمر موسی ( علیه السلام ). فاعتذروا بأن في هذه البلدة قوما جبارين أهل قوة هائلة شديدة ، فلا نقدر على حربهم ، ولا يمكننا الدخول إليها ما داموا فيها ، فإن يخرجوا منها دخلناها وإلا فلا طاقةلنا بهم، وخرج من بينهم رجلان ، من الله عليهما بالشجاعة والقوة ، وعجبا من موقف القوم الجبناء ، فرسما لهم طريق القتال والنصر: ادخلوا عليهم الباب ، وابدؤا أنتم بالهجوم، والنصر لمن هاجم وبدأ الحرب. فإذا فعلتم ذلك فإنكم غالبون. ثم إن الله قد ضمن لكم النصر فتوكلوا عليه واطلبوا النصر منه.

‎

الدروس المستفادة من القصة

أن من توكل على الله كفاه ومن استغاث به نجاه.
أن من طبيعة بني إسرائيل الغدر والخيانة وعدم الوفاء.
أن المجرم يكون جزاؤه من جنس عمله.
الأنبياء يغضبون كما يغضب البشر ولكنهم لا يغضبون لأنفسهم، وإنما يغضبون لله -جل وعلا-.
أن كل من رفض الامتثال لأمر الله سيعاقب في الدنيا و في الآخرة.