القرآن الكريم كامل المصحف الذكي (جديد) , المصحف النصي
بعد وفاة نبي الله موسى - عليه السلام - ذهب بنو إسرائيل إلى نبي لهم ليدعو الله أن يجعل لهم ملكا يقاتلون معه العماليق الذين أخرجوا بنو إسرائيل من ديارهم وهزموهم وأخذوا التابوت الذي قيل : إنه كان فيه التوراه وعصا موسى - عليه السلام - ، وبقيةٌ مماترك هارون - عليه السلام - ، فقال لهم نبيهم: إن الله قد اختار لكم طالوت ملكا ، فاعترض بنو إسرائيل على طالوت وقالوا: كيف يكون له ملك علينا ونحن أحق بالمك والرئاسة منه ولم يؤت سعة من المال ، فطالوث فقير وليس غنيا.
فأخبرهم نبيهم أن الله اختاره وفضله عليهم ، وأعطاه زيادة في العلم والجسم والعقل حتى يكون واسع الإدراك ، نافذ البصيرة، وحتى يقوى على القيادة وأعمال الحرب، فجهز طالوت الجيش وخرج للقاء العماليق أعداء الله ، وكان قائد العماليق رجلا شديد القوة والجسم يسمى جالوت.
خرج جيش طالوت وتقابل مع جيش جالوت وكان جیش جالوت عظيم العتاد كثير العدد ، ووقف قائد الجيش جالوت وكان شكله مرعبا مخيفا ، فقد كان جسده كبيرا ، وقد لبس الدروع الحديدية ، ووقف وطلب من جيش طالوت أن يخرج له من يقاتله، وأن المقتول والمغلوب منها يكون أفراد جيشه عبيدا لجيش القاتل، فخرج له من جيش طالوت شاب صغير السن ، قصير القامة ، أزرق العينين ، قليل الشعر ، هو نبي الله داود - عليه السلام -. في بداية الأمر رفض طالوت أن يخرج داؤد لقتال جالوت؛ لأن داود عليه السلام كان صغير السن ، لكن داؤد أصر أن يخرج لقتال جالوت وقال: إنه سيقتله بإذن الله تعالى ، خرج داود - عليه السلام - وكان معه مقلاعٌ صغير ، فوضع فيه حجرا وقذف به جالوت فقتله بإذن الله وانتصر جيش طالوت ، ولما ظهر طالوت ومن معه من المؤمنين لجالوت وجنوده، قالوا ربنا أنزل علينا صبرا لنواجه الأعداء وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ، فهزموهم بإذن الله وقتل داؤد جالوت.
لما قتل داد - عليه السلام - جالوت ، قيل إنه تزوج من ابنة طالوت وورثه في الملك ، وأحبته بنو إسرائيل وصار ملكا عليهم، وأنزل الله عليه الزبور: وهو كتاب مقدس ، فيه تعاليم وأحكام وأوامر من عند الله ، وقد أنزل على داود - عليه السلام - في شهر رمضان ، فصار داود عليه السلام - ملكا نبیا.
وهب الله داود - عليه السلام - صوتا جميلا بديعا ، ولذلك كان نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - يقول للصحابي الجليل أبي موسى الأشعري عندما يقرأ القرآن: لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داؤد. كان داؤد - عليه السلام - يسبح الله كثيرا ويحمده كثيرا ، فكان كلما سبح الله أو قرأ في الزبور وقف الطير فوقه في الهواء وسبح الله معه ، وينصت لقراءة داود - عليه السلام - ، وكذلك الجبال فإنها كانت تسبح معه في الصباح وفي المساء ، قال الله تعالى: (انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ( ۱۸ ) والطير محشورة كل له أواب(۱۹) ) ص.
كان داود - عليه السلام- يقسم أيامه يوما للعبادة ، ويوما للقضاء بين الناس ، ويوما للدعوة إلى الله ، ويوما لحياته الخاصة ، وذات يوم دخل عليه رجلان وهو يصلي في المحراب ، فلما التفت إليهم قالا : لا تخف خصمان جار أحدنا على الآخر فاحكم بيننا بالحق ولا تُجِرْ ، إن أخي له تسعٌ وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة ، وأراد أن يأخذها ويضمها إلى نعاجه ليكمل بها المائة، قال داؤد - عليه السلام - متسرعا قبل أن يسمع جواب الخصم الثاني: لقد ظلمك بطلب ضم نعجتك إلى نعاجه ، فصعد الرجلان إلى السماء واختفيا من أمامه ، وأدرك داؤد أنها ملكان هبطا إلى الأرض فتنة له واختبارا ، فسجد لله وبکی واستغفر حتی غفر الله له.
كان داود - عليه السلام - كثير الذكر والدعاء ، كثيرالصلاة والصيام ، وقد وصفه الله بالقوة والصبر على العبادة ، ووصفه بكثرة التوبة والرجوع إلى الله. وأخبر رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - عن عبادة نبي الله داود - عليه السلام - فقال: أحب الصيام إلى الله صيام داود ، كان يصوم يوما ويفطر يوما ، وأحب القيام إلى الله قيام داود، حيث أنه كان ينام نصف الليل ويقوم له وينام سدسه، وكان يأكل من عمل يده ، فقد كان يعمل حدادا.
مکث نبي الله داود في بني إسرائيل زمنا طويلا حتی توفي وتولى من بعده ابنه نبي الله سليمان - عليه السلام - وجعله الله نبيا في بني إسرائيل، قال الله: ( وورث سلیمان داود ) النمل : ۱۹، أي في العلم والنبوة والملك والحكم لا في المال ، لأن الأنبياء لا تورث ، ما يتركونه بعد وفاتهم فهو صدقة .
المؤمن يثق بنصر الله.
الملك والنبوة منحة من الله.
الفئة المؤمنة القليلة تغلب الفئة الكافرة الكثيرة.
المؤمن لا يغتر بملکه ولا بمنصبه.
أفضل الصيام صيام داود ، وأفضل القيام قيام داود - عليه السلام -.
المراجع المستخددمة:(حسين، مسعد، قصص الأنبياء للأطفال، 2010م )
لا تنسى مشاركة الصفحة ومن صالح دعائكم
قصص القرآن للأطفال، قصة طالوت وجالوت مع نبي الله داود کان بنو إسرائيل قد عاشوا فترة من الزمن على الإيمان والاستقامة وكان الله جل وعلا يرسل إليهم الأنبياء ليرشدوهم إلى ...
قصص القرآن للأطفال ، قصة الخضر مع سيدنا موسى عليهما السلام قام موسی ( علیه السلام ) في يوم من الأيام يخطب في بني إسرائيل ليدعوهم إلى الله ويذكرهم ويرقق قلوبهم بالمواعظ ا ...
قصص القرآن للأطفال، قصة أصحاب الكهف كان هناك مجموعة من الشباب يعيشون في إحدى المدن، وكان حاكم هذه المدينة رجلا ظالما وكافرا اسمه دقیانوس .. فقد كان يأمر الناس بعبادة الأ ...
قصص القرآن للأطفال، قصة قارون كان هناك رجل من بني إسرائيل اسمه قارون. وكان هناك قرابة تربطه بنبي الله موسی ( علیه السلام ) .. فهو ابن عمه. وكان في بداية أمره عالما وعابد ...
قصص القرآن للأطفال، قصة السامري و العجل بمجرد خروج موسى إلى ميقات ربه قد وقعت فتنة السامري، وتفصيل هذه الفتنة أن بنی إسرائيل لما خرجوا من مصر أخذوا معهم حلي الفراعنة وذه ...
قصة قابيل وهابيل نشأتهما كان سيدنا آدم وحواء يستقبلان الكثير من الأولاد, ففي كل حمل كانت تلد حواء ولداً و بنتاً، وجاء من الحمل الأول ولد سماه آدم ( قابیل ) وبنت سماها آ ...