القرآن الكريم كامل المصحف الذكي (جديد) , المصحف النصي
كانت قبيله ثمود تسكن في منطقة تسمى " الحجر "، وكانت هذه المنطقة تقع بين المدينة المنورة التي أنارت ببعثة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم- وبين منطقة تسمى تبوك، وكانت هذه القبيله من قبائل العرب البائدة من ولد سام بن نوح، وقد كانوا خلفاء لقوم عاد بعد أن أهلكهم الله، فورثوا أرضهم وديارهم، وكانوا يسكنون في واد كله خير وبركة، وزروع وبساتين فيها عيون يجرى منها الماء العذب، وبها نخيل فيه ثمار طيبة، وأعطاهم الله قوة عظيمة في أجسادهم، فكانوا ينحتون من الجبال بيوتاً، وكان الواحد منهم من شدة قوته ينحت الصخرة العظيمة ويبني منها بيتا. ومع هذه النعم العظيمة الوفيرة التي أنعم الله بها عليهم، بدلا من أن يقابلوا النعمة بشكر الله الذي أنعم عليهم بهذه النعم الكثيرة ، قابلوا هذه النعمة بالكفر بالله وعبادة الأصنام والإفساد في الأرض.
بعث الله فيهم نبيه صالحا - عليه السلام - وكانت رسالته لهم هي ترك عبادة الأصنام ، وعبادة الله وحده لا شريك له، وعدم الإفساد في الأرض، فخرج نبي الله صالح إلى مجالس قومه يذكرهم بالله وينصح لهم قائلا: يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله خلقکم ورزقكم غيره، فردوا عليه في سفاهة وجهل قائلين: أتنهانا عن عبادة ما يعبد آباؤنا وإنا یا صالح لفي شك مما تدعونا إليه من عبادة الله وحده، حقا إننا لفي شك وسوء ظن منك.
حاول صالح أن يذكرهم بنعم الله عليهم فقال لهم: واذكروا نعم الله عليكم إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم عاد في الحضارة والعمران، وأورثكم أرضهم وديارهم وبوَّأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا زاهية، وتنحتون من الجبال بيوتا عالية، فاذکروا آلاء الله ونعمه الجليلة عليكم، واعبدوه حق العبادة، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها. فما آمن لنبي الله صالح إلا الضعفاء من قومه، وأمعن صالح في دعوة قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فبدأوا يسخرون منه ويستهزئون به، وقالوا له : لقد كنا نحبك ونحترمك لعلمك وعقلك، وكنا نصدقك، لكن خاب أملنا فيك وأصبحت مجنونا، وقالوا لمن آمن لصالح: إن صالحاً أصيب بالسحر والجنون.
اجتمع قومه في مجالسهم، فذهب إليهم نبي الله صالح ووعظهم وذكرهم بالله كعادته، فقالوا له: يا صالح لن تؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة (الناقة هي أنثى الجمل) عظيمة وجميلة، وتكون طويلة وعشراء( هي الحامل التي على وشك الولادة)، فإذا فعلت ذلك فسوف نؤمن بالله وحده. ودعا صالح ربه - سبحانه وتعالى - وسأله أن يُخرِج من هذه الصخرة التي أشاروا إليها ناقة عظيمة تكون آية ومعجزة دالة على صدقه.
وفجأة ... إذا بالصخرة تنشق فتخرج منها ناقة عشراء ( هي الحامل التي على وشك الولادة)، ثم رآها الجميع وهي تلد صغيرا لها. فلما رأى قومه هذه المعجزة العظيمة أسلم منهم عدد قليل، وبقي الآخرون على كفرهم وعنادهم، فقال لهم نبي الله صالح: هذه ناقه الله لها شِرْبٌ في يوم و أنتم تشربون في اليوم الثاني، وطالبهم بأنهم لا يمسوها بسوء، وحذرهم أنهم إن تعرضوا لها فسوف ينزل بهم العذاب الشديد.
كانت هذه الناقه تشرب الماء كله في يوم هي وولدها، فيشربون هم من لبنها في اليوم الذي تشرب فيه، ويشربون في اليوم الثاني من الماء، وتأتي الناقة في اليوم الذي بعده فتقف على البئر فيرتفع الماء فيه فتشربه، وكانت ثمود تری العجب من هذه الناقة وولدها، وكان الأفضل لثمود أن يؤمنوا بهذه الآية الواضحة والمعجزة العظيمة، ولكنهم أصروا على الكفر والعناد وعبادة الأصنام.
كان في هذه القرية تسعه رجال هم أكثر أهل هذه القرية فسادا وإجراما، وكان من بين هؤلاء التسعة المجرمين رجلان في غاية الفساد والكفر، الأول : هو قدار بن سالف، و يقال إنه ابن زنا، و كان هناك امرأة عجور کافرة تسمى أم غَنَمَهْ، وكانت تكره صالحا - عليه السلام - ، وتكره الناقة وولدها، فعرضت هذه المرأة الكافرة بناتها الأربع على قدار بن سالف، ووعدته أن بناتها الأربع له إن عقر الناقة وقتل ولدها، والرجل الآخر يسمى مصرع بن مهرج، وكان له ابنة عم تسمي صدوق، وكانت ذات حسب ونسب ومال كثير، عرضت عليه نفسها إن هو عقر الناقة، فاجتمع المفسدون التسعه واتفقوا على قتل الناقة وقتل صالح - عليه السلام - ، وذات يوم أخذ قدار بن سالف سها ورماها به فوقعت، واجتمع المفسدون الثمانية وقتلوا الناقة وقتلوا ولدها، وقيل: إن ولدها صرخ صرخة عظيمة ثم دخل في صخرة وغاب فيها ..
وقالوا یا صالح ائتنا ما تعدنا به من العذاب إن کنت رسولا من عند الله، وتدعي أن وعيدك تبليغ عنه، إن كان هذا صحيحا فعجل ذلك لنا !!
وفي المساء همَّ هؤلاء القتلة الذين قتلوا الناقة وولدها بقتل صالح في داره، فأرسل الله عليهم حجارة قتلتهم قبل قومهم، وأوحى الله إلى صالح - عليه السلام - أن العذاب سوف يأتيهم بعد ثلاثة أيام .حيث بدأت علامات العذاب تظهر عليهم، فاصفرت وجوههم في اليوم الأول، ثم احمرت في اليوم الثاني، ثم اسودت في اليوم الثالث، فتيقنوا بالعذاب، فلبسوا الأكفان وانتظروا العذاب، فجاءت صيحة من السماء شديدة القوة (الصيحة عبارة عن صوت مرتفع شديد يقتل الناس) فقطعت قلوبهم حتى ماتوا جميعا، وأصبحوا في دیارهم جثثا هامدة لا حراك بها. ونجا نبي الله صالح ومن آمن معه، وسكنوا في بلاد الشام حتی توفى الله - عز وجل - نبیه صالحا - عليه السلام -.
العبادة لا تكون إلا الله وحده.
الإسراف في العيش من أسباب هلاك قوم صالح.
الاعتراض على أمر الله وأمر الرسل سبب في الكفر.
لايغتر الإنسان بماله و قوته.
نهاية أهل الفساد العذاب في الدنيا و الآخرة.
المراجع المستخددمة:(حسين، مسعد، قصص الأنبياء للأطفال، 2010م )
لا تنسى مشاركة الصفحة ومن صالح دعائكم
قصص القرآن للأطفال ، قصة الخضر مع سيدنا موسى عليهما السلام قام موسی ( علیه السلام ) في يوم من الأيام يخطب في بني إسرائيل ليدعوهم إلى الله ويذكرهم ويرقق قلوبهم بالمواعظ ا ...
قصص القرآن للأطفال، قصة أصحاب الكهف كان هناك مجموعة من الشباب يعيشون في إحدى المدن، وكان حاكم هذه المدينة رجلا ظالما وكافرا اسمه دقیانوس .. فقد كان يأمر الناس بعبادة الأ ...
قصص القرآن للأطفال، قصة طالوت وجالوت مع نبي الله داود کان بنو إسرائيل قد عاشوا فترة من الزمن على الإيمان والاستقامة وكان الله جل وعلا يرسل إليهم الأنبياء ليرشدوهم إلى ...
قصص القرآن للأطفال، قصة السامري و العجل بمجرد خروج موسى إلى ميقات ربه قد وقعت فتنة السامري، وتفصيل هذه الفتنة أن بنی إسرائيل لما خرجوا من مصر أخذوا معهم حلي الفراعنة وذه ...
قصص القرآن للأطفال ، قصة بقرة بني إسرائيل قصة قتيل بني إسرائيل كان في بني إسرائيل شاب فقير في كل شيء ، فقير في المال و في الأخلاق وليس عنده دين ولا أمانة وكان له عم غنی ...
قصص القرآن للأطفال ، قصة أصحاب الجنة في سورة القلم كان هناك رجل صالح يعيش في قرية بالقرب من صنعاء باليمن، وكان هذا الرجل يمتلك بستانا جمیلا يحتوي على أجمل أنواع النخيل و ...